فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ يعقوب: {ونُخرِج} بضم النون وكسر الراء {أضغانَكم} نصبًا. والأضغان كما قلنا معتقدات السوء. وهذا الذي كان يخاف أن يعتري المسلمين هو الذي تقرب به محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف حين قال له: إن هذا الرجل قد أكثر علينا وطلب منا الأموال ثم وقف تعالى عباده المؤمنين على جهة التوبيخ لبعضهم {ها أنتم هؤلاء} وكرر هاء التنبيه تأكيدًا.
وقوله: {عن نفسه} يحتمل معنيين. أحدهما: فإنما يبخل عن شح نفسه. والآخر أن يكون بمنزلة على. لأنك تقول: بخلت عليك وبخلت عنك. بمعنى: أمسكت عنك.
وقوله تعالى: {والله الغني وأنتم الفقراء} معنى مطرد في قليل الأشيئاء وكثيرها.
وقوله تعالى: {يستبدل قومًا غيركم} قيل الخطاب لقريش. والقوم الغير هم أهل المدينة. وقال عبد الرحمن بن جبير وشريح بن عبيد: الخطاب لمن حضر المدينة. والقوم الغير: فارس. وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن هذا وكان سلمان إلى جنبه فوضع يده على فخذه وقال: «قوم هذا. لوكان الدين بالثريا لناله رجال من أهل فارس».
وقوله: {أمثالكم} معناه في الخلاف والتو لي والبخل بالأموال ونحوهذا. وحكى الثعلبي أن القوم الغير: هم الملائكة.
نجز تفسير سورة القتال. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى إله وصحبه وسلم تسليمًا. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)}.
إخراج أضغانهم. وهو حقودها: إبرازها للرسول والمؤمنين؛ والظاهر أنها من رؤية البصر لعطف العرفان عليه. وهو معرفة القلب.
واتصل الضمير في أريناكهم. وهو الأفصح. وإن كان يجوز الأنفصال.
وفي هاتين الجملتين تقريب لشهرتهم. لكنه لم يعينهم بأسمائهم. إبقاء عليهم وعلى قرأباتهم. واكتفاء منهم بما يتظاهرون به من اتباع الشرع. وإن أبطنوا خلافه.
{ولتعرفنهم من لحن القول}: كانوا يصطلحون فيما بينهم من ألفاظ يخاطبون بها الرسول. مما ظاهره حسن ويعنون به القبيح. وكانوا أيضًا يصدر منهم الكلام يشعر بالاتباع. وهم بخلاف ذلك. كقولهم عند النصر: {إنا كنا معكم} وغير ذلك. كقولهم: {لئن رجعنا إلى المدينة} وقوله: {إن بيوتنا عورة} والظاهر الإراءة والمعرفة بالسيماء. وجود المعرفة في المستقبل بلحن القول.
واللام في: {ولتعرفنهم}. لام جواب القسم المحذوف.
{والله يعلم أعمالكم}: خطاب عام يشمل المؤمن والكافر؛ وقيل: خطاب للمؤمنين فقط.
وقرأ الجمهور: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم}. ونبلو: بالنون والواو؛ وأبو بكر: بالياء فيهن وأويس. ونبلو: بإسكان الواو وبالنون؛ والأعمش: بإسكانها وبالياء. وذلك على القطع. إعلامًا بأن ابتلاءه دائم.
ومعنى: {حتى نعلم المجاهدين}: أي نعلمهم مجاهدين قد خرج جهادهم إلى الوجود. وبأن مسكهم الذي يتعلق به ثوابهم.
{إن الذين كفروا}: ناس من بني إسرائيل. وتبين هداهم: معرفتهم بالرسول من التوراة. أو منافقون كأن الإيمان قد داخل قلوبهم ثم نافقوا؛ والمطعمون: سفرة بدر؛ وتبين الهدى: وجوده عند الداعي إليه. أو مشاعة في كل كافر؛ وتبين الهدى من حيث كان في نفسه. أقوال.
{وسيحبط أعمالهم}: أي التي كانوا يرجون بها انتفاعًا. وأعمالهم التي كانوا يكيدون بها الرسول ودين الإسلام.
{يا أيها الذين آمنوا}: قيل نزلت في بني إسرائيل. أسلموا وقالوا لرسول الله: قد اثرناك وجئناك بنفوسنا وأهلنا. كأنهم منوا بذلك. فنزلت فيهم هذه الآية.
وقوله: {يمنون عليك أن أسلموا} فعلى هذا يكون: {ولا تبطلوا أعمالكم} بالمن بالإسلام.
وعن ابن عباس: بالرياء والسمعة. وعنه: بالشرك والنفاق؛ وعن حذيفة: بالكبائر. وقيل: بالعجب. فإنه يأكل الحسنات. كما تأكل النار الحطب.
وعن مقاتل: بعصيانكم للرسول.
وقيل: أعمالكم: صدقاتكم بالمن والأذى.
{وماتوا وهم كفار}: عام في الموجب لأنتفاء الغفران. وهو وفاتهم على الكفر.
وقيل: هم أهل القليب.
وقيل: نزلت بسبب عدي بن حاتم. رضي الله عنه. سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال: وكانت له أفعال بر. فما حاله؟ فقال: «في النار». فبكى عدي وو لى. فدعاه فقال له: «أبي وأبوك وأبوإبراهيم خليل الرحمن في النار». فنزلت.
{فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم}: وهو الصلح.
وقرأ الجمهور: وتدعوا. مضارع دعا؛ والسلمي: بتشديد الدال. أي تفتروا؛ والجمهور: إلى السلم. بفتح السين؛ والحسن. وأبو رجاء. والأعمش. وعيسى. وطلحة. وحمزة. وأبو بكر: بكسرها.
وتقدم الكلام على السلام في البقرة في قوله: {ادخلوا في السلام كافة} وقال الزمخشري: وقرىء: {ولا تدعوا} من ادعى القوم. وتداعوا إذا ادعوا. نحو قولك: ارتموا الصيد وتراموا. انتهى.
والتلاوة بغير لا. وكان يجب أن يأتي بلفظ التلاوة فيقول: وقرىء: وتدعوا معطوف على تهنوا. فهو مجزوم. ويجوز أن يكون مجزومًا بإضمار إن.
{وأنتم الأعلون}: أي الأعليون. وهذه الجملة حالية؛ وكذا: {والله معكم}.
ويجوز أن يكونا جملتي استئناف. أخبر أولا بقوله: {أنتم الأعلون}. فهو إخبار بمغيب أبرزه الوجود. ثم ارتقى إلى رتبة أعلى من التي قبلها. وهي كون الله تعالى معهم.
{ولن يتركم}. قال ابن عباس: ولن يظلمكم؛ وقيل: لن يعريكم من ثواب أعمالكم؛ وقيل: ولين ينقصكم.
وقال الزمخشري. وقال أبو عبيد: {ولن يتركم}: من وترت الرجل. إذا قتلت له قتيلًا من ولد أوأخ أوحميم أوقريب؛ قال: أوذهبت بماله؛ قال: أوحربته. وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله من الوتر وهو الفرد.
فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر. وهو من فصيح الكلام. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله». أي أفرد عنهما قتلًا ونهبًا.
{إنما الحياة الدنيا لعب ولهو}: وهو تحقير لأثر الدنيا. أي فلا تهنوا في الجهاد.
وأخبر عنها بذلك. باعتبار ما يختص بها من ذلك؛ وأما ما فيها من الطاعة وأمر الآخرة فليس بذلك.
{يؤتكم أجوركم}: أي ثواب أعمالكم من الإيمان والتقوى. {ولا يسألكم أموالكم}.
قال سفيان بن عيينة: أي كثيرًا من أموالكم. إنما يسألكم ربع العشر. فطيبوا أنفسكم.
وقيل: لا حاجة إليها. بل يرجع ثواب إنفاقكم إليكم.
وقيل: إنما يسألكم أمواله. لأنه هو المالك لها حقيقة. وهو المنعم بإعطائها.
وقيل: الضمير في يسألكم للرسول. أي لا يسألكم أجرًا على تبليغ الرسالة. كما قال: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} {إن يسألكموها جميعًا فيحفكم}: أي يبالغ في الإلحاح.
{تبخلوا ويخرج أضغانكم}: أي تطعنون على الرسول وتضيق صدوركم كذلك. وتخفون دينًا يذهب بأموالكم.
وقرأ الجمهور: ويخرج أضغانكم جزمًا على جواب الشرط. والفعل مسند إلى الله. أو إلى الرسول. أو إلى البخل.
وقرأ عبد الوارث. عن أبي عمرو: ويخرج. بالرفع على الاستئناف بمعنى: وهو يخرج.
وحكاها أبو حاتم. عن عيسى؛ وفي اللوامح عن عبد الوارث. عن أبي عمرو: وتخرج. بالتاء وفتحها وضم الراء والجيم؛ أضغانكم: بالرفع. بمعنى: وهو يخرج أوسيخرج أضغانكم. رفع بفعله.
وقرأ ابن عباس. ومجاهد. وابن سيرين. وابن محيصن. وأيوب بن المتوكل. واليماني: وتخرج. بتاء التأنيث مفتوحة؛ أضغانكم: رفع به؛ ويعقوب: ونخرج. بالنون؛ أضغانكم: رفعًا. وهي مروية عن عيسى. إلا أنه فتح الجيم بإضمار أن. فالواو عاطفة على مصدر متوهم. أي يكف بخلكم وإخراج أضغانكم.
وهذا الذي خيف أن يعتري المؤمنين. هو الذي تقرب به محمد بن سلمة إلى كعب بن الأشرف. وتوصل به إلى قتله حين قاله له: إن هذا الرجل قد أكثر علينا وطلب منا الأموال.
{ها أنتم هؤلاء}: كررها التنبيه توكيدًا. وتقدم الكلام على هذا التركيب في سورة آل عمران.
وقال الزمخشري: هؤلاء موصول بمعنى الذين صلته تدعون. أي أنتم الذين تدعون. أوأنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون؛ ثم استأنف وصفهم كأنهم قالوا: وما وصفنا فقيل: تدعون لتنفقوا في سبيل الله. انتهى.
وكون هؤلاء موصولا إذا تقدمها ما الاستفهامية باتفاق. أو من الاستفهامية باختلاف.
{في سبيل الله}. قيل: للغزو. وقيل: الزكاة. واللفظ أعم.
{ومن يبخل}: أي بالصدقة وما أوجب الله عليه؛ {فإنما يبخل على نفسه}: أي لا يتعدى ضرره لغيره.
وبخل يتعدى بعلى وبعن.
يقال: بخلت عليه وعنه. وصليت عليه وعنه؛ وكأنهما إذا عديا بعن ضمنًا معنى الإمساك. كأنه قيل: أمسكت عنه بالبخل.
{والله الغني وأنتم الفقراء}: أي الغني مطلقًا. إذ يستحيل عليه الحاجات.
وأنتم الفقراء مطلقًا. لافتقاركم إلى ما تحتاجون إليه في الدنيا. وإلى الثواب في الآخرة.
{وإن تتولوا}: عطف على: {وإن تؤمنوا وتتقوا}. أي وإن تتولوا. أي عن الإيمان والتقوى.
{يستبدل قومًا غيركم}: أي يخلق قومًا غيركم راغبين في الإيمان والتقوى. غير متو لين عنهما. كما قال: {ويأت بخلق جديد} وتعيين أولئك القوم. وأنهم الأنصار. أو التابعون. أوأهل اليمن. أوكندة والنخع. أو العجم. أوفارس والروم. أو الملائكة. أقوال.
والخطاب لقريش. أولأهل المدينة. قولان.
وروى أبو هريرة أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن هذا. وكان سلمان إلى جنبه. فوضع يده على فخذه وقال: «قوم هذا والذي نفسي بيده لوكان الإيمان منوطًا بالثريا لتناوله رجال من فارس» وإن صح هذا الحديث. وجب المصير في تعيين ما انبهم من قوله: {قومًا غيركم} إلى تعيين الرسول.
{ثم لا يكونوا أمثالكم}: أي في الخلاف والتو لي والبخل. اهـ.

.قال أبو السعود في الآيات السابقة:

{ولنبلونكم}.
بالأمرِ بالجهادِ ونحوهِ من التكاليفِ الشاقةِ {حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين} على مشاقِّ الجهادِ علمًا فعليًا يتعلقُ به الجزاءَ {وَنَبْلُوأخباركم} ما يخبرُ به عن أعمالِكم فيظهرُ حسنُها وقبيحُها. وقرىء ويبلوبالياء. وقرىء نبلُوبسكونِ الواو. على معنى ونحنُ نبلُوا.
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ} الناسَ {عَن سَبِيلِ الله وَشَاقُّواْ الرسول} وعادَوه {مّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهدى} بما شاهدُوا نعتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في التوراةِ بما ظهرَ على يديهِ من المعجزاتِ ونزلَ عليه من الآيات وهم قريظةُ والنضيرُ أو المطعمونَ يومَ بدرٍ.
{لَن يَضُرُّواْ الله} بكُفرِهم وصدِّهم {شَيْئًا} من الأشيئاءِ أوشيئًا من الضررِ أولن يضرُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشاقَّتِه شيئًا. وقد حُذفَ المضافُ لتعظيمِه وتفظيعِ مشاقَّته.
{وَسَيُحْبِطُ أعمالهم} أي مكايدَهُم التي نصبُوها في إبطالِ دينِه تعالى ومُشاقَّةِ رسوله عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فلا يصلونَ بَها إلى ما كانُوا يبغونَ من الغوائلِ ولا تُثمر لهم إلا القتلَ والجلأَ عن أوطانِهم.
{يا أيها الذين ءآمنوا أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرسول ولا تُبْطِلُواْ أعمالكم} بما أبطلَ به هؤلاءِ أعمالَهم من الكفرِ والنفاقِ والعُجبِ والرياءِ والمنِّ والأَذَى ونحوِها. وليس فيه دليلٌ على إحباطِ الطاعاتِ بالكبائرِ.
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ} حكمٌ يعمُّ كلَّ مَن ماتَ على الكُفر وإنْ صحَّ نزوله في أصحابِ القَليبِ.
{فَلاَ تَهِنُواْ} أي لا تضعُفوا {وَتَدْعُواْ إِلَى السلم} أي ولا تدْعوا الكفارَ إلى الصلحِ خَوَرًا فإنَّ ذلك إعطاءُ الدنيَّةِ. ويجوزُ أن يكونَ منصوبًا بإضمارِ أنْ على جوابِ النَّهي. وقرىء ولا تدَّعُوا من ادَّعى القومُ بمعنى تَدَاعَوا نحوارتَموا الصيدَ وتَرَامَوهُ ومنه تراءَوا الهلالَ فإنَّ صيغةَ التفاعلِ قد يُرادُ بها صدورُ الفعلِ عن المتعددِ من غير اعتبار وقوعِه عليه. ومنه قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ} على أحدِ الوجهينِ. والفاءُ لترتيبِ النَّهي على ما سبقَ من الأمرِ بالطَّاعةِ. وقوله تعالى: {وَأَنتُمُ الأعلون} جملةٌ حاليةٌ مقررةٌ لمعنى النَّهي مؤكدةٌ لوجوبِ الأنتهاءِ. وكذا قوله تعالى: {والله مَعَكُمْ} فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ وكذا توفيتُه تعالى لأجور الأعمال حسبما يُعربُ عنه قوله تعالى: {ولن يَتِرَكُمْ أعمالكم} أيْ ولن يضيَّعها من وتَرتَ الرجلَ إذا قتلتَ له قتيلًا من ولدٍ أوأخٍ أوحميمٍ فأفردَتُه عنه من الوترِ الذي هو الفردُ. وعُبِّرَ عن تركِ الإثابةِ في مقابلةِ الأعمالِ بالوترِ الذي هو إضاعةُ شيءٍ معتدَ به من الأنفس والأموال مع أن الأعمال غير موجبة للثواب على قاعدة أهل السَّنَّةِ إبرازًا لغايةِ اللطفِ بتصويرِ الثوابِ بصورةِ الحقِّ المستحقِّ وتنزيلِ تركِ الإثابةِ منزلةَ إضاعةِ أعظمِ الحقوقِ وإتلافِها. وقد مرَّ في قوله تعالى: {فاستجاب لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ} {إِنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ ولهو} لا ثباتَ لها ولا اعتدادَ بها {وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ} أي ثوابَ إيمانِكم وتقواكم من الباقياتِ الصالحاتِ التي يتنافسُ فيها المتنافسونَ.
{ولاَ يَسْئَلْكُمْ أموالكم} بحيثُ يخلُّ أداؤُها بمعاشِكم. وإنما اقتصرَ على نَزْرٍ يسيرٍ منَها هو ربعُ العُشرِ تُؤدونَها إلى فقرأئِكم.
{إِن يَسْئَلْكُمُوهَا} أي أموالَكم {فَيُحْفِكُمْ} أي يُجهدْكُم بطلبِ الكلِّ فإن الإحفاءَ والإلحافَ المبالغةُ وبلوغُ الغايةِ. يقال أحفَى شاربَهُ إذا استأصلَهُ. {تَبْخَلُواْ} فلا تُعطُوا {وَيُخْرِجْ أضغانكم} أي أحقادَكُم. وضميرُ يُخرج لله تعالى ويعضدُه القراءة بنونِ العظمةِ. أوللبخلِ لأنه سببُ الأضغانِ. وقرىء يَخرجُ من الخروجِ بالياءِ والتاءِ مُسنَدًا إلى الأضغانِ.